افكار الهيمنة الهوليودية كالوجبات السريعة حجم عائلي

 الجهلاء اعتنقوا معتقداتهم بدون براهين، فكيف يمكنك ان تقنعهم بزيفها من خلال براهين؟ إن الأقناع في سوق الجهلاء لا يقوم إلا على نبرات الصوت وحركات الجسد، أما البراهين فتثير نفورهم (د. فرج فودة) 

المقصود بالاعتقاد هنا لا علاقة له باعتناق الدين أو بالإيمان، بل وبشكل محدد يعني الافكار والتفسير والتوجه المبني على التشدد والتصلب الفكري. ولن نجادل كثيرا أننا في مواجهة ما يعرف بظاهرة الببغاء بامتياز، التي تفنن رموزها في انتشارها عبر التلقين وتحريم النقاش وتجريم الاختلاف، حتى الثقافة تم تفريغها من محتواها لتتحول لشيء اشبه بالوجبات السريعة، حيث ثقافة السمع او النقل السريع من السوشيال ميديا والترديد دون تفكير حتى صار معيار المثقف هو من يملك وجبة سريعة حجم عائلي من التكرار والنقل

بهذه الكيفية يتم ضرب كافة المفاهيم في مقتل، وفي مقدمتها العلمانية كفكرة كافرة لأنها ببساطة نتاج الغرب الكافر. ماذا عن السيارة الكافرة والموبايل الزنديق والانترنت المرتد؟ هل تم استخدامهم بعد استتابة مثلا؟ أم أنه يمكن استخدام مبتكرات الغرب الكافر لنحاربهم بها أما أفكارهم فهي تستتاب ثم تقتل أو يتم شيطنتها ولعنها ونعتها بأبشع الألفاظ، لا لشيء إلا لأنها ستسحب البساط من تحت أقدام من يحلمون بالهيمنة على العالم وليس على مجتماعاتهم فقط

عن أي علمانية يتحدثون؟ فرنسا أم بريطانيا نيوزيلاندا أم أيرلندا أمريكا أم اليابان؟ بشكل افتراضي  سنتفق على شيطنة الأفكار المخالفة وبالتالي لن نقبل بالعلمانية الغربية، نريد مشروعا حياتيا يضمن تحقيق العدالة الكاملة لكافة  المواطنين، تكون حرية الرأي والتعبير والمعتقد فيه مكفولة للجميع، حقوق وواجبات متساوية أمام القانون وأن تكون مواد القانون فعلية مطبقة على الجميع مع الضمان الكامل لحقوق المرأة والطفل وكافة الأقليات... وليكن اسم البوتقة التي ستضم كل هذه المطالب ما تكون، فهل سيقبلون؟ لو جاءت الاحابة بنعم سنقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

أما إذا كانت الاجابة بلا فلن نطلب أية براهين على أنهم لن يقبلوا بأي نظام أو شكل للدولة بخلاف ما في مخيلتهم،  هذه المخيلة التي تتعارض قولا واحدا مع أبجديات التقدم أو مواكبة العصر. ونتمنى ألا يعيدوا ويزيدوا في نموذج الدولة الذي كان والامبراطورية التي زالت، لأن العصر غير العصر وتعقيدات الحاضر ابعد ما تكون عما كان ولو كان هذا الطرح يمكن تجسيده لرأينا بريطانيا لا هم لها سوى استعادة امبراطوريتها التي كانت لا تغرب عنها الشمس

الواقع يؤكد على ان الخلافة لن تعود وعلى ان نقل أية فكرة وتطبيقها كما هي من دون تطويعها بما يتناسب وكل دولة وخصوصية مجتمعها لهي أبعد ما تكون عن التصور المنطقي، كما أنه يؤكد من خلال كافة البراهين التي تثير نفورهم أن فكرة الهيمنة لأغلبية تتصور أنها هي الفرقة التي تمتلك الحقيقة من دون غيرها لهي فكرة هوليودية لا علاقة له بمتطلبات المجتمعات الراغبة ان تلحق بركب الحداثة 


Commentaires

  1. تحياتي فبيولا مبدعه

    RépondreSupprimer
  2. سيأتي اليوم ويعيش الكل تحت مظلة العلمانية الحقيقية الصحيحة شاء من شاء و أبى من أبى.
    دمتِ بنور و تنوير فابي الغالية.
    سامر.

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

سيزا نبراوي تتحدى نفسها وجمود مجتمعها(3)

وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت

الجزء الثاني _ منيرة ثابت المرأة التي فقدت بصرها كي ترى النساء النور