وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت

 كثير ما نسمع تفسيرات لا حصر لها لتوضيح كيف الاسلام كرم المرأة ... نحن لن نناقش هنا أن الآية تنسحب على قبيلة بعينها، بل ليست القبيلة كلها لكن البعض منها كان يتخلص من طفلته الى حد دفنها حية، كما أننا لن نتطرق إلى الأسباب التي كانت تدفعهم إلى ذلك، وأيضا لن ننساق إلى جدل أن تلك العادة لم تكن منتشرة أبدا بل كانت الأقل والأندر، لكننا سنتوقف أمام الفكرة نفسها الدالة على الحق في الحياة ... وهنا بمنتهى البساطة كلنا يعرف أن الحق حينما يتبع ليس بتكريم أبدا، وإلا اعتبرنا مواثيق حقوق الانسان قد جاءت لتكرم البشرية، وليست بنودا لتوضيح وتنظيم العلاقات بين الانسان والدولة وبينه وبين مجتمعه، فالتأكيد على الحقوق إذن ليس تكريما أو تفضلا أو منحه بل هو تأكيد على هذا الحق وضرورة عدم المساس به

 كالعادة سنستلهم التفسيرات العبقرية ونتساءل هل هذا التكريم الذي تتشدقون به لا يتعلق إلا بالطفلة المولودة؟ فنجد أنه من الطبيعي بعد تركها حية انتهاكها بقية العمر، وهل نعتبر هذا التفسير اللفظي للآية هو معبر عن ضيق أفق أم متعمد ام هو انسياق لتفسيرات تراثية لا نعرف من أين جاءتنا أو لماذا فرضت علينا؟؟؟

على افتراض ان وجودها حية ليس هو حق الحياة المتعارف عليه، فبحسب طريقة تفسيرات المتشددين والتراثيين يصبح وجودها تكريما للرجل وليس لها على الإطلاق.. فهي مخلوقة وموجودة لمتعته وطاعته وخدمته وتحمل شططه ونزواته وغروره وكل سخافاته، مجرد وعاء إنجاب لا أكثر ولا أقل، صوتها عورة وخروجها عورة ورأيها عورة وموتها بعد نكاح الوداع بالضرورة عورة، السؤال ليس للجدل ولكن للعلم بالشيء ... أين هو هذا التكريم المزعوم بحسب تفسيركم ورؤيتكم ومفهومكم؟

أن أخلق منك ولك، وأعيش من أجلك فقط، واتفانى في ضعفي وانكساري وقهري لتصبح مرتاحا سعيدا، فهذه يا سادة معاني تتخطى العبودية بكثير لكنكم تمرون عليها مرور الكرام، بل أن اغلبكم يخشى من مناقشتها حتى لا يكفر أو يسجن او يقصى من تجمعات هي فاسدة الفكر من الاساس، فعلى أي شيء تخافون ولأي شيء تدفنون رؤوسكم في الرمال وتتشدقون ليل نهار بالحريات وكرامة الانسان. حديثي هنا موجه لمن يتشدق بالعبارات والشعارات التي تبدو وكأنها علمانية او ديمقراطية، أما الذي لا يتشدق ويتماهى مع هذه التفسبرات فهؤلاء لا أمل فيهم او منهم

يا سادة يا كرام لسنا شهر زاد التي أضاعت ألف ليلة وليلة كي تتقي غباء وذكورية ودموية شهريار، فعلا شيء مقزز أن تعيش المرأة ألف ليلة تمارس الجنس وتروي الحكايات كي تنال رضا سيدها المتغطرس فقط كي يبقيها حية.

 لو كان كلكم شهريار فلسنا مستباحات كنسائه، وإن كنتم جميعا مثل ذلك المهووس، فنحن  لن نقبل أن يكون رضاكم ثمنا لحياتنا، لسبب غاية في البساطة (الحياة حق وليست منحة أو تكريم كما تسوقون لنا)



Commentaires

  1. تشكرين استاذة فابيولا على الشجاعة في الراي !
    كلنا معكي لانكسر تتحدثين باسمنا جميعاً

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. دمتي قوية شجاعة 🙏🌺

      Supprimer
    2. كل الكلمات او العبارات اجدها عاجزة عن شكر السيدة فابيولا لما تقدمه لنا من مقالات هي صفحات مضيئة ضياء روحها وفكرها تسير عكس التيار وعكس مجتمعاتنا العربية المتخلفة..التي ما زالت غارقة في عهود الظلمات..
      هي صوت حر ..يصرخ عاليا وينادي بقيم العدل والانصاف تأبى التخاذل والاصطفاف مع المهادنين والمنافقين من المثقفين والإعلاميين والكتاب ..الذين اختاروا ان يدفنوا رؤوسهم في الرمل لانهم بدل مواجهة حقيقتهم البشعة وجبنهم..يعيشون بشخصيات مزدوجة..

      Supprimer
  2. بل انا العاجزة عن كتابة كلمات تعبر عن شكري لرأيك ودعمك واهتمامك بالمتابعة والتعليق .. تمنحني كلماتك اصرارا أن استمر فشكرا لك🙏🙏❤

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

سيزا نبراوي تتحدى نفسها وجمود مجتمعها(3)

سيزا تنتفض من أجل زينب وكل النساء (2)