الاحمق فقط من يلدغ من الحجر مرتين
ما هذه العلاقة الغريبة العجيبة التي يتلذذ البعض بتصديرها على أنها حقيقة، فنجدهم بدلا من الحديث عن العلمانية كتوجه لنظام حكم، يفندون لنا كل الجرائم الاستعمارية على اعتبار ان هذا هو ما أتت به وفعلته العلمانية، ما علاقة علمانية فرنسا باحتلالها الجزائر (علما بأن هذا الاحتلال بكل ما فيه من بشاعة تم قبل قوانين العلمانية بفرنسا 1905) وما علاقة الحربين العالميتين الأولى والثانية بنظام الحكم داخل البلدان التي شاركت في فيهما، وكأن كل ضحايا هاتين الحربين قد سقطوا لان الدول المتحاربة آنذاك كانت ترسخ مفاهيم العلمانية
هذا هو المفهوم الملتبس الذي يحاول البعض من خلاله دغدغة مشاعر الشباب الصغير، حيث العلمانية تحمل في طياتها كافة المطامع الاستعمارية. بهذه الكيفية تصبح إسرائيل دولة احتلال لان نظام تداول السلطة بها ديقراطي، هذا المنطق هو التجسيد الحقيقي لدس السم في العسل لتمرير فكرة أن الخلافة الأسلامية في كل مراحلها كانت الأفضل والانقى وهي فقط دون سواها التي تناسبنا مبررين طول الوقت القتل والاغتيالات والمذابح
هكذا يتم التلاعب بعقول المراهقين وصغار السن، ان تكون بلدا علمانيا يعني تدخل الغرب في حياتك اليومية، أما في دولة الخلافة، التي هي طول الوقت بلا حدود أو ملامح في عصرنا هذا، فستجعل من مواطنيها سادة على العالم وعلى الرغم من أن من يتلقى هذا الكلام يعلم أنه لا هو ولا أولاده ولا أحفاده ولا حتى بعد ألف عام سيرى هذه الخلافة المتوهمة إلا أن مجرد شعوره بأنه سيد لم يأخذ ما يستحقه من مكانة لأسباب تآمريه هو شعور مرض لكل من يعاني من الشعور الخفي بعدم التحقق
لماذا هذه الاساليب الملغومة، وهل هذا هو التجديد في استقطاب الأصوات بدلا من التصريح علانية أنهم ساعون للحكم؟ هل الحديث عن دولة الخلافة وعودتها هو الاكثر أمانا؟ هذا على اعتبار ان المتتبع لهذا الحديث لدقائق لن يرصد التلميحات الخبيثة بأننا سنحكم بالشرع الذي لم يحكم به منذ 120 عاما تقريبا وأن الحكم الأمثل هو للخلافة
بالنسبة لكم لو تعطون 10 في المائة فقط من طاقتكم الموجهة لهدم الحاضر وتشكيل المستقبل حسب اهوائكم لردع الشباب عن الاستهانة بالنساء وان التحرش والاغتصاب ليسوا من أخلاق الإسلام، أو بذلتم بعض الجهد لترسيخ قيم العلم والعمل والاجتهاد لصرتم افضل وأكثر جدوى بكثير، ام أنكم تحتفظون بهذه القيم معلبة مغلفة حتى دولة الخلافة؟
للحديث بقية
والعجيب من أمر هؤلاء أنهم حينما يعيشون فى الغرب فإنهم
RépondreSupprimerأول من يتمتع بمبادئ العلمانية، والتي تجعل الدولة تعامل الأديان بصورةٍ حيادية بل والأكثر من ذلك يكونون أول من ينادون بحقوق المسلمين فى هذه الدول تبعاً لهذه المبادئ التي تساوي في الحقوق بينهم وبين أصحاب الأديان الأخرى
شكراً لهذا الطرح الراقي والمفيد للتعريف الحقيقي لمعنى العلمانية الحقيقية الصحيحة عكس التدليس والتشويه المقرف الذي نسمعه هذه الأيام عن العلمانية و قيم العلمانية المتطورة.
RépondreSupprimerشكرا فابي.