في صمتكم نجاتنا .. أفلا تعقلون
حينما يصدر قرار أو قانون بالحبس لمدة عام وغرامة 20 فهذا يعكس المناخ المتردي الذي وصلنا إليه مما اضطر الدولة أن تتدخل للتصدي لسيل الفتاوى الذي أفسد علينا حياتنا، هذه الفتاوى المثيرة دائما لغضب الغالبية التي تعي جيدا أنها لا تحتاج لفتوى كي تهنيء جيرانها وزملائها أصدقائها، كما انهم ليسوا في حاجة لفتوى الفنانات المعتزلات بأن التصوير إلى جانب شجرة الكريسماس حرام، فبدلا من بعثرتهن للفتاوى لم لا تجاهدن انفسهن في حب الظهور وجمع متابعي السوشيال ميديا فتلتزمن الصمت؟
من افضل التوجهات التي سمعناها مؤخرا هو وجود مشروع قانون ( تنظيم الفتوى العامة) يقضي بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر وغرامة 10 آلاف جنيه أو بإحدى العقوبتين، وفي حالة العودة تكون العقوبة عام وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه) ويحظر القانون صدور أي فتوى عامة ما لم تكن صادرة عن هيئة كبار علماء الأزهر ودار الافتاء المصرية وغيرهما من الجهات المختصة التي يحددها مشروع القانون بوضوح
آلاف الدعوات انطلقت من قبل لتواجه هذه الافكار والتفسيرات المضللة التي لا طائل منها سوى نشر الكراهية وانتشار مشاعر الإقصاء والتهميش بين أبناء الوطن الواحد فلماذا لم يلتفوا إلى مثل هذه الدعوات ولماذا لم يكفوا عن الشعوب التي تريد أن تحيا في مناخ يؤكد على قيم المواطنة فيتركوا الناس لفطرتهم السوية وألا يتدخلوا في شؤونهم الدينية والدنيوية، هل لابد من ردعهم بالقانون حتى يبتعلوا خطابات الكراهية والعنصرية؟
مالكم وعيد الأم وشم النسيم وكافة الأعياد التي تعم فيها الفرحة والبهجة على الجميع، مالكم والسياسة والحكم والفن والإبداع ؟ ماذا تعرفون عن الرأي بالرأي والفكر بالفكر وأن اكثر ما يميزنا يكمن في تعدديتنا؟ بماذا أفدتم شعوبنا ؟ باختصار شديد لا شيء، لم نستفيد منكم أي شيء.. ولا طائل من كل الفتاوى التي تصدرونها سوى نشر الظلام في نفوسنا وحياتنا في محاولة خبيثة لطمس هويتنا وإضعاف قوتنا الناعمة ونشر الجهل والفرقة بين أبناء هذه الأوطان
بدلا من السجن ودفع الغرامات وخسارة عائد اليوتيوب وبقية السوشيال ميديا ليتكم صمتم من انفسكم لتريحون وتستريحون لكنكم تصورتم أن عقول الآخرين قد آلت إليكم ولكم أن تتناغمون مع اوهامكم كيفما شئتم، أما نحن أبناء هذه الحضارة التي نفتخر بها فلن نلتفت بعدما نتخلص من أصواتكم إلا لبناء مجتمعنا ومحاولة استعادة مكانتنا لنعود كما كنا مضربا للامثال في وسطيتنا وتسامحنا وفننا وفكرنا وقدرتنا على خوض سباق مواكبة العصر بمهارة
الحقيقة لا ننتظر منكم إلا إدعاء المظلومية وفتوى بتكفير مجلس النواب ولجنة الشؤون الدينية به، لا لشيء سوى أنهما سيتصديان للحجم الهائل من الكراهية الذي ضاقت به صدوركم فقررتم أن تصيبوننا به نحن أيضا
Commentaires
Enregistrer un commentaire