وجه الخليفة لن يطل علينا بالتدليس
بدأت مناقشات كثيرة على السوشيال ميديا تستوقفني ليس لوجاهتها أو حتى لأنني ارفضها، ولكن لأنها تعكس أفكارا غريبة مشوشة عن ماهية الدولة والحكم واستقرار الشعوب
لماذا يلفت نظرنا الى وجهات النظر المقلوبة على وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي يمكن ان نتجنبها تماما؟، ببساطة شديدة لأنها أصبحت الفضاء الوحيد في بلادنا للصوت والصوت الآخر
أن نناقش المتشدد ويشطح بنا الخيال لنتصور أننا سنصل الى نتيجة أو إلى أي نقاط يمكن أن تمثل ارضية مشتركة فهذا هو الوهم بعينه، النتيجة نفسها حينما ندخل النقاش رافعين شعار فلنناقش ما هو متفق عليه أو ما يمكن أن يكون محل اتفاق ونبتعد عن نقاط الخلاف والاختلاف. الحقيقة أن ما هو متفق عليه لا يناقش من الاساس، بالطبع يمكننا تبادل بعض وجهات النظر حول موضوع ما ونخرج من النقاش بفائدة وبهدوء، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أننا لو تطرقنا إلى موضوعات جوهرية في حياتنا سيسمع بعضنا البعض
يبقى من يتبنى نظرية (لماذا لا نجرب؟) يريد ان يجرب ماذا؟ يريد ان يجرب في شكل الدولة ونظمها وقوانينها، ثم يسترسل ليشرح وجهة نظره، ما هي المشكلة أن يأتي للحكم حاكم سلفي وأن يسير الدولة من خلال تصوره لعقيدته ولو لم ينجح فليأت أخر ربما اخواني ويخوض التجربة وقد يأتي بعده علماني وهكذا
هذا التيار الذي نسمع من أتباعه مثل هذه الأفكار العبقرية التي لا تعكس إلا وجه الخليفة وليس رئيس الدولة. من قال أن رئيس الدولة يأتي ليجرب من خلال أفكار تياره ومبادئه ويغير ويبدل كيفما يشاء ولو فشلت تجربته فليأت من بعده ليجرب هو الأخر، هل هذه دولة المؤسسات والقانون أم دولة الخلافة بأسلوب ملتوي؟
ما أروعها هذه الدولة التي ستطبق الحدود وتعين لنا قاضي القضاة وستنفي نصف المجتمع وتوقره في البيوت وتعيد لنا بيت المال والجزية، وإن فشلت نجرب التيار الأخر الذي جربناه بالفعل وهو يتاجر بالحدود والارض والشعب لصالح جماعة بعينها، ولو رفضناه كما حدث وسيحدث نجرب فكرة اخرى وتيار أخر، هل هذه هي معايير الدولة العصرية التي تسعى للتقدم والرفاهية؟ أم هي لعبة دعونا نجرب وسوف نبيد كل من يخالفا بعدما نصل للحكم؟
Commentaires
Enregistrer un commentaire