من أحمس وحتشبسوت الى محفوظ .. هويتنا باقية
المجتمع المصري كانت كل النساء به مسلمات وقبطيات ترتدين الحجاب، حتى ذهب رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين وطه حسين الى فرنسا وعادوا يغيرون المجتمع (هكذا جمعت سيدة تنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين الثلاثة وأعتبرت الزي التركي حجابا وظلت تفتي في لقاء افتراضي معها) كيف، لماذا، متى؟ هكذا هذا هو بداية ابتلاء مجتمعاتنا
الأدهى حينما يعزف أخوانها وشيوخها من السلفيين تصديقا على هذه الفكرة على لحن نجيب محفوظ الذي نشر الزنا والفجور والإلحاد، وما أروعهم وهم يتباهون أنهم لا يقرأون الأدب لأنه لا ينشر سوى قلة الأدب وأن المسلم يجب أن يتثقف من القرآن فقط، أما فيما عدا هذا فهو تحريض ضمني على الكفر
أين الدليل على ذلك من وجة نظر السادة اصحاب هذا الفكر المتلبد بغيوم لا وصف لها وهم يبتكرون في مناقشاتهم؟ بديهي أن الدليل واضح بحسب شرحهم بسؤال أعمق هل كتب الرسول شعرا أو رواية، وهل كتب أحد الصحابة الأولين رواية؟ هل من المفترض أن نحاور ونجيب على هذه الترهات، خصوصا حينما استرسل أحدهم وتساءل هل توجد دولة قامت على الرواية؟، أما العبقرية بصدق فتتحلى في السؤال الجامع الشامل: أليس كاتب الروايات مؤلفا إذن هو كاذب والكذب محرم شرعا
إلى هنا أكتفي ، على الرغم من أن البقية ستأتي في مقالات أخرى، لتبدأ تساؤلنا.. هل كان أدب الرواية معروفا في عصر الرسول؟ من قال أو اثبت ان الرسول كان يستهجن ويحارب الشعر والشعراء وعلى أنه لم يتذوقه يوما؟
هل تشويه صورة روادنا ومبدعينا مهمة على عاتق أتباع الفكر السلفي المظلم؟ الغريب أنهم لا يتتبعون إلا أعلام التنوير والفن والادب من المصريين فقط إما عن عمد أو جهل.. هل تفريغ مصر من هويتها وثقافتها وأعلامها وقوتها الناعمة التي ظلت مضربا للامثال عبر الزمان واستبدالها بالثقافة البدوية الجافة هي مهمة جهادية في نظر هؤلاء؟
المسألة ليست مجرد أفكار جهلاء ولا محض الصدفة فحينما يكون هناك انتشارا لنفس الافكار بصيغ مختلفة وجميعها تابعة لنفس الأفكار وجب علينا أن نتأمله ولا نمر عليه مرور الكرام على اعتباره لا شيء، فالحسرة التي ملأت قلوبهم وهم يتابعون موكب نقل المومياوات وافتتاح طريق الكباش هي نفسها واكثر يشعرون بها كلما وجدوا مصر لازالت تفتخر بثقافتها ومستنريها فنانيها نفس فخرها بعظمة حضارتها
Commentaires
Enregistrer un commentaire