بين الإرهاب واليمين المتطرف زواج كاثوليكي

 اربعة اشهر فقط تفصل فرنسا عن الانتخابات الرئاسية، حيث موعد الجولة الاولى والاعادة خلال شهر ابريل القادم، هل لهذا أهمية كبرى بالنسبة لفرنسا والاتحاد الاوروبي ومن ثم سياستها الخارجية مع بقية دول العالم

في السابق الاجابة لا، فلا باريس هي واشنطن قائدة صناعة القرار في العالم، كما أن فرنسا دولة مؤسسات قوية ومن يأتي ينفذ نفس السياسات فيما عدا مساحة محدودة يتحرك فيها بحسب رؤيته في الداخل واوسع بمسافات أيضا في السياسة الخارجية

أما بعدما وصلت بقوة السيدة مارين لوبن لجولة الإعادة أمام السيد إيمانويل ماكرون 2017، وبعد مرور خمس سنوات مرت فيها فرنسا بالعديد من الازمات ابتداء من السترات الصفراء الذي استمر نزولهم دعما لمطالبهم لأكثر من 52 أسبوع،  ولم يوقفهم إلا بداية ظهور فيروس الكورونا بقوة بكل ما خلفه من ازمة اقتصادية أثرت على كل بلدان العالم بما فيها فرنسا إلى جانب حوادث إرهابية كان أبشعها خلال فترة حكم ماكرون ذبح المدرس صموئيل باتي الذي تسبب مقتله في وضع الجالية المسلمة كلها في فرنسا في مأزق، حيث المدرس في المرحلتين الابتدائية والاعدادية هو الحامي الأول لقيم الجمهورية وحاملها إلى الأجيال الجديدة

كل هذه الأسباب وغيرها جعلت صوت اليمين المتطرف يعلو ويكتسب أرضية أكثر خصوبة، و ساعد على ظهور وجوه معروفة ولكنها كانت بعيدة عن المنافسة على الرئاسة  اليوم تنافس بقوة، وتسعى للفوز معلنة أن اول أهدافها هو وقف الهجرة إلا في حدود استثنائية، ويعلن بوضوح موقفا عدائيا من الحجاب بل من المسلمين جميعا بكل ما يحملونه من أفكار يراها تتناقض مع قيم الجمهورية

هل سيفوز اليمين المتطرف متمثلا في مارين لوبن أو إيريك زمور الصحفي السياسي الذي يبني حملته الانتخابية على فكرة استرداد فرنسا من المهاجرين، ويعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حق لم شمل الاسرة وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطيبة للاجانب غير الأوروبيين

غني عن التعبير أن هذا الخطاب يلقى أصداء لدى عدد ليس بالقليل من الفرنسيين الذين يؤمنون بأن الهجرة تغير من وجه فرنسا التي يجب تعود إليهم. خطاب يستند فيه رموز اليمين المتطرف على الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد وهي نفسها وغيرها التي منحت هذا الخطاب قوة وإمكانية على اكتساب عدد يتزايد من الفرنسيين بشكل لم يكن متوقعا قبل هذه البشاعات الارهابية

هذه المساحة التي اكتسبها اليمين المتطرف في فرنسا قامت صحيفة اللوموند برصدها حينما خصصت منذ فترة طويلة صفحة كاملة للربط بين الارهاب الذي ضرب فرنسا وبين صعود أقصى اليمين تحت عنوان: هل تزوجت مارين لوبن من أبو بكر البغدادي سرا؟ لان كل فعل إرهابي تم اقترافه على الاراضي الفرنسية منح التطرف اليميني مكانة أكثر

اليوم نتساءل هل سيكون أحد رموز هذا التيار هو ساكن قصر الإليزيه الجديد؟ ماذا سيكون مصير المهاجرين البسطاء الذين لم يقترفوا ذنبا؟ وفي النهاية هل أضرت هذه العمليات الإجرامية بفرنسا أم بصورة الإسلام والمسلمين؟ 



Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

سيزا نبراوي تتحدى نفسها وجمود مجتمعها(3)

وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت

الجزء الثاني _ منيرة ثابت المرأة التي فقدت بصرها كي ترى النساء النور