لا اهاجم ولا اسب ... احرض فقط وادعو للخلافة
لعبة الكلمات او التلاعب بها، صارت مسلية اكثر من ألعاب الفيديو جيم، فقد حضرت لقاء على السوشيال ميديا بالصوت لشخص يقال عنه أنه قيادي وإن كنا لا نعرف لمن وعلى من؟ لكنه قيادي على أية حال كما يطلق عليه، أما هو فيقول عن نفسه أنه يعطي دروسا في الفقة والدين وغيرهما وينظم مبارايات لكرة القدم للشباب، وغني عن القول أنه يفعل هذا في البلد الذي يقبع فيه هاربا، ولا نلومه على ذلك فهو في بلد الخلافة التي يبشر بها، وعليه فهو ليس بمتناقض في هذا السياق
أما التناقض نفسه أنه صال وجال بدماثة وكرر القسم بالله العظيم أنه ضد سب المخالف له في الرأي والعقيدة وأنه ضد الهجوم بالقول على الآراء المضادة، لكنه يفند ويرد بالتي هي أحسن، ولن نجادله في هذا ونتهمه أنه سباب ولعان ولديه فريق أبسط ما يقال عنهم انهم متطرفون، لكننا سنصدقه هذه المرة
هو نفسه بعد لحظات من إدعاء رحابة الصدر، وتقمص دور بابا نويل الذي يوزع على الجميع الكلمات العذبة المصحوبة بضحكة لطيفة في مواجهة الظلم الذي يهاجم به، انقلب لمنظر لدولة الخلافة وأن الاسلام سيحكم ويتسيد، وأن المسلمين لديهم شريعتهم التي لن يقبلوا بحكم سواها، ضاربا بكل ما قاله قبل دقائق عرض الحائط ليهاجم العلمانية ويتهمها بالدموية وبأنها فرضت من قبل الاحتلال على العرب لتلغي الخلافة وتفرض نفسها لكن هذا لن يستمر ولن يكون حكما إلا بالعودة للاولين ولن تكون هناك أي قوانين إلا الشريعة الاسلامية
بالنسبة لنا كل ما قاله منذ اللحظة التي تخلى فيها عن ثوب الحمل هو التحريض نفسه على العلماني والديمقراطي وكل مخالف فكرا أو عقيدة، أما فيما يخصه فهذا مشروع تماما لأنه يبشر تحديدا بعودة الخلافة العثمانية التي صارت ولية نعمته
يعيش في بلد علماني وتتداول فيه السلطة بآليات ديمقراطية، حتى مع التلاعب وبعض التزوير، وينادي بالخلافة. يعيش في بلد الدعارة فيه مباحة ومصدرا للسياحة إلى جانب عمليات التجميل بكل أنواعها، ويتخذها المثال الذي يحتذى
ثم يترك المجال رحبا لاتباعه يتحدثون بكل حرية يكفرون الجميع ويؤكدون على أن الاسلام سيحكم العالم رغم أنف الجميع، ويبارك هذه الاقوال، ثم يقسم أنه ليس بسباب ولا لعان. الحقيقة هو يحرض فقط ويرفض أي حكم أو قوانين موجودة اليوم في بلداننا ولا يعترف علنا إلا بعودة الخلافة خصوصا العثمانية ويعتبر هذا تبشير بالحسنى
لو كان المتحدث مجنونا فالمستمع عاقل، ولو لم يكن هذا الحديث الذي اختصرنا ثلاثة أرباعه تحريضا وتجنيدا للشباب فماذا يكون؟ وإذا كان توزيع الاتهامات بتكفير الجميع فيما عدا المنادي بتطبيق الشريعة والعودة حرفيا الى زمن الأولين تحريضا علنيا على الدول فماذا يكون؟
لا يكفي سعادتك أن تغلف كلمات بأنني لا أقبل سبا للجيش أو الرئيس كي تمرر التحريض على نظام حكمه، وعلى قوانين البلاد، الافضل لك الاكتفاء بتنظيم مبارايات كرة القدم الشبابية في دولة الخلافة التي تعيش على أراضيها وتستمتع بمتابعتها لأنك في النهاية حتما ستكون من الخاسرين
تحليل ومقال رائع
RépondreSupprimerBravo