الاخر زومبي ... هل ستتحولون إلى زومبي؟!

 من أعجب ما نسمعه طوال الوقت عن الحركة النسوية أنها متطرفة بالضرورة طماعة في مطالبها غالبا تنشد الحرية لتعزف في بعض الاحيان على نغمة الجنس والشهوة والانطلاق بلا رادع

هذا ببساطة لا يعني سوى أن من يردد هذه العبارات لم يلتفت يوما إلى معاناة المرأة في مجتمعاتنا، ولم يكلف نفسه أن يفكر بطريقة عكسية ليرى الاخر بدلا من تركيزه على ذاته المتضخمة فقط

أي تطرف وأي طمع وما هذه الاتهامات المعلبة لها بالانحلال أو الاباحية؟ في بعض الاحيان أجد العداء في مجتمعاتنا لاستقلالية المرأة كالوجبات الجاهزة حجم عائلي التي تصيبنا بالتخمة، لذا نجد المصابون بتخمة الذكورية والانانية والتشدد والغباء هم وحدهم الذين يعزفون على نغمة أن "مطالب النسويات هي مؤامرة على الدين وقيم المجتمع" ما هذه المجتمعات التي يتآمر الكون عليها من دون أي مبرر واضح؟ فهي مجتمعات استهلاكية لا يخشى منها كي تصاغ المؤمرات لعدمها

هؤلاء ببساطة قد اختاروا أسهل الطرق ألا وهي المقارنات الزائفة التي تستخدمها حكوماتنا أيضا لتبرير العديد والعديد من الممارسات الخاطئة التي تصل إلى حد الجرائم أحيانا

أنظروا إلى بلدان الغرب التي تتدعي التقدم، ألا يوجد فيها عنف على النساء ( على سبيل المثال لا الحصر). المنطق نفسه تدافع به الدول عن نفسها حينما تسخر آلتها الاعلامية لتسليط الضوء على صورة شرطي غربي يضرب متظاهر 

الشرطي في الغرب الذي يتجاوز هو مجرم فهل تداول صورته يشرع ضرب متظاهرينا؟؟ الشيء نفسه هل وجود بعض حالات للعنف على النساء في الغرب سيجعل نساء الغرب ترضى وتخضع؟؟ هكذا إذا أكل الغرب أطعمة مسممة علينا أن نسمم أطعمتنا، أو نصمت حال وجود أطعمة مسممة لدينا؟

بنفس كيفية ( لا تقربوا الصلاة) نعالج كوارثنا وننتهك حقوق الانسان عامة والمرأة خاصة بدم بارد، فنردد الاخبار دون ذكر لعقوبة ذلك الشرطي أو لحقوق المرأة التي تحميها أو تدعمها وتساعدها دولها كي تحصل على حقوقها كاملة غير منقوصة ممن قام بتعنيفها

هذا الغرب الذي تلعنونه وتستدعونه بحسب ما تريدون وتوظفون قيمه وقوانينه وممارساته على أهوائكم ... هل لو تحولت شعوبه غدا إلى زومبي، ستتحولون مثله أم ستكتفون بحمد الله الذي حماكم وكفاكم شر هذا التحول   مكتفين بالزومبي القابع منذ قرون في أعماقكم،  والذي ينكل عشرات المرات في اليوم الواحد ليس فقط بنصف المجتمع، بل أيضا بالطفولة وقيم الحرية والتقدم والحداثة؟؟؟