قد تمردت على لعبة حمل نعش الأخر
لا اعرف على وجه التحديد من تفنن في منحنا تبريرا كي نتقبل التغيير في حياتنا؟ انا لا احب التغيرات المفاجئة، وبنفس القدر اكره الروتين وسير الحياة علي نمط واحد، فالتغيير المفاجيء يربكني كثيرا والتكرار يحبطني في معظم الاوقات
العجيب أنني بسهولة أعلن عن إحباطي والأعجب حينما يوفقني الجميع على ان اسبابي وجيهة وكأنهم يسوقون لي المبرر تلو الأخر على اللاشيء. لكنني أتفنن في إخفاء ارتباكي حتى لا اتهم بالجمود وبصفات أخرى يتفنن البعض أحيانا في ابتكارها من باب لفت النظر لا اكثر ولا اقل
في كل الحالات لم اتفهم يوما المقولات الشهيرة التي تغلف لنا قبول كل ما يتناقض مع شخصيتنا بل ومع كل ما في الحياة من تناقضات
انا لا اكره الانبياء والحكماء والفلاسفة لكنهم من دون ادنى شك يثيرون غضبي، لأنهم ببساطة يجبروننا حتى بعد رحيلهم على أن نظل نحمل نعوشهم، وعلى اسقاط تجاربهم علينا، ومنحنا خلاصة رؤيتهم للحياة وكأنهم يفرضون أنفسهم على مرآتنا، هو شيء ما يتأرجح ما بين السخرية والغرور وسط إدعاء بأنه بعض الحكمة أو التميز.
لطالما سألت نفسي: هل يجب علي الاستمرار في لعبة حمل نعوش الآخرين كي يستقر عقلي بمقاييس اللاعقل في رأس لا تتقبله اكتافي، أو لأبدو بشكل أو بأخر تقدمية تسابق لحجز مكان تحت شمس لا تعرفني؟
لم أبحث يوما عن إجابة مقنعة، لكني أعرف أن الحياة معقدة للدرجة التي لا تحتاج الى تفكيك، فهذا التفكيك يفسدها، مثلها في ذلك مثل كل علاقات الحب الحقيقية اجدها بعد فترة باهتة وكأنها تبحث عن نصف يتكامل مع نصفيها. لذا لا احب الخوض في تفاصيلها، ففي هذه التفاصيل يتساقط رونق ما نظنه خيالي
ايضا التعريفات تنزعجني، فهذه المرأة كما رأها نيتشه وهذه هي علاقة الحب التي جسدها فيكتور هوجو وهذا الرجل الذي يطرح جسده فوقي ربما تنتطبق عليه رؤية شوبنهاور، كما أنني لا اطيق تطبيق مقولات بيليتان على ما اتفوه به
ببساطة نحن حمقى لأننا نخشى الحقيقة. فنحن لا نرى غموضا في ابتسامة الموناليزا واغلبنا لا يرى اللوحة مميزة وربما ليست جميلة، لكن أحدا لا يصرح بهذا حتى لا يتهم بالجهل او عدم القدرة على التذوق
نحن محاصرون ليل نهار بما لا نستطيع أن نختلف معه أو نرفضه، والغريب أن أغلب من يحاصروننا هم انفسهم من يتحدثون عن أهمية الحرية ويدعوننا لتحرير أنفسنا.. لكنهم يقصدون بهذه الشعارات أن نتحرر من كل شيء إلا من قناعاتهم وتاريخهم وفنونهم ورؤاهم وكأن تصدير أوهامهم جزء لا يتجزأ من أحلامنا.. فهل هو ضرب من الجنون كوني ارغب بشدة في أن أبصق في وجوههم وأنا أحيا حلمي بكل تفاصيله وخصوصيته ؟؟؟
رائعه كالعاده استاذه ❤️❤️❤️❤️
RépondreSupprimer🙏🙏🙏🌷
Supprimerالافكار تدفقت من قلمك بعفوية وصدق ❤️❤️😊😊
RépondreSupprimerدده حقيقي انا ولا فكرت في ايام جملة من اللي كتبتها بجد اكتر مقال عفوي
Supprimer